أزمة الدولة العربية القطرية: جزر القمر أنموذجاً"
publishedAt Mon Jul 22 2024
عانت الدولة العربية منذ نشأتها من أزمات متعددة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، وتتشابه الدول العربية جميعها تقريباً بالظروف التاريخية المتعلقة بالنشأة ومراحل تطور الدولة، فالدول العربية كانت تعتبر "امارات" خلال فترة الخلافة العثمانية، وبعد جلاء العثمانيين وانهيار دولتهم وقعت الدول العربية تحت الاستعمار، فتقاسمت الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى الدول العربية فيما بينها، وخضعت جزر القمر للاحتلال الفرنسي. لاحقاً كانت الشعوب العربية تبحث عن الخلاص من الاستعمار وبدأت بتشكيل حركات التحرر الوطني، ونجحت معظم الدول العربية في التحرر من الاستعمار والحصول على السيادة، وبدأت ببناء دولها المستقلة الديمقراطية. في البداية كان مفهوم الدولة عند العرب يقتصر على مفهوم الإمامة كما وصفها الدكتور عدنان السيد حسين، حيث كان التركيز العربي على مفهوم الدولة الإسلامية والخليفة الواحد بعيداً عن كل مفاهيم الديمقراطية والدولة الحديثة، وكانت الدول العربية لا تزال تحت تأثير التحرر من الاستعمار، ما خلق لديها الرغبة في التشبه بالدول المستعمِرة باعتبارها دول متقدمة، حيث سعت لتسريع حركة التاريخ وأصبحت تابعة للدول الاستعمارية، وحسب المفكر مهدي عامل كان يجب على الدولة العربية في تلك المرحلة تكوين اقتصاد مستقل وتقوية الجيوش العربية والاستقلال في القرار السياسي وتشكيل دول ديمقراطية تقدمية والخروج من حالة التبعية للدول الغربية.
سيناقش البحث أزمة الدولة العربية القطرية في جزر القمر أو كما تسمى رسمياً (الاتحاد القمري)، وهي دولة عربية تقع على المحيط الهندي على الساحل الشرقي لقارة أفريقيا، حيث تبلغ مساحتها 1862 كم² وتعتبر من أكثر الدول كثافة سكانية في قارة أفريقيا حيث يصل تعدادها السكاني ل850,890 نسمة، تتكون جزر القمر من اربعة جزر: وهي جزيرة القمر الكبرى التي تحتوي العاصمة موروني، وجزيرة موهيلي، وجزيرة أنجوان، وجزيرة موالي. يتحدث القمريين ثلاثة لغات رسمية وهي الفرنسية والقمرية والعربية، وتعتبر جزر القمر اخر الدول المنضمة لجامعة الدول العربية وذلك عام 1993.